قليل فعلا هو عدد المثقفين الذين عارضوا حرب الجزائر، مقابل رأي عام وطبقة سياسية عدائية بشكل كبير. تجرّؤوا مع ذلك، باسم "الإخلاص المتعنت (لقيمهم)" (روبير بونو)، وصدى استنكارهم يدوي اليوم. لكن النصوص الجوهرية لهذه الفترة صعبة البلوغ وهذا ما حثّ المؤرّخ بيار فيدال-ناكي على أن يجمع مقالاته الرئيسية عن حرب الجزائر في هذا المؤلف
يشكل هذا المجموع المسبوق بمقدمة طويلة لم يسبق نشرها شهادة فريدة من نوعها عن مسار هذا المثقف الملتزم، وبالأخص عن انتهاكات الدولة للقانون، انتهاكات صعبة التصديق ارتُكبت آنذاك حتى باسم داعي المصلحة العليا للدولة. في الإجمال، كتاب ضروري حول الذاكرة وحول الدور السياسي لعمل المؤرّخ، يستجيب لتطلعات كل الذين يؤمنون اليوم، وهم كثيرون، بعد مرور ثلاثين سنة، بأن وقت النسيان قد ولّى. إن الاستمرار في التستر على ما كان عارا على الجمهورية وشجاعة من ندّدوا به، لا يمكن إلا أن يساهم في إضعاف ديمقراطيتنا