جريدتي، مريم ضيفاوي، 23 جوان 2013
اختتمت مساء أمس الأول، دورة ديوان دار عبد اللطيف بالعاصمة، المنظمة من قبل وكالة الإشعاع الثقافي، حول موضوع “الجزائر وقائع استعمارية”، بتقديم كتاب “رحلة في قلب المنظمة السرية المسلحة” للمؤرخ الفرنسي أوليفيي دارد
وقال الباحث في التاريخ، أوليفيي دارد، أمس الأول، بديوان دار عبد اللطيف، أن الكتاب يتناول المحفوظات والأرشيفات التاريخية التي تحوزها منظمة الجيش السري، بناء على دراسة تبرز السياسة الكولونيالية التي اعتمدتها فرنسا في الجزائر، إضافة إلى احتوائه على أرشيف يسلط الضوء على خلفية التفاوض على “اتفاقيات إيفيان”، وكذا سياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها المنظمة لتدمير الجزائريين والاستيلاء على ممتلكاتهم، متجاهلة بذلك ردود الفعل المدنية والعالمية.
وأشار دارد، إلى أن الفكرة الأساسية التي يدور حولها المؤلف، هي خبايا المنظمة السرية المسلحة وسياستها المعتمدة بالجزائر إبان الفترة الكولونيالية، على غرار جمعها لمختلف المذاهب الفكرية المعارضة، واعتمادها على صيغ مختلفة من نظريات الحرب النفسية التي كانت تمارسها على ضحايا مستعمراتها، إضافة إلى حوصلة عن نقاط ضعفها، منوها إلى أن المنظمة، لم تكن نفسها في كل مستعمرة، رغم احتوائها لنفس العناصر في مختلف الفروع.لم مضيفا أنها لم تعتمد برنامج سياسي متين في الجزائر، ورغم ذلك بقيت تصر على أن تبقى الجزائر فرنسية، حتى بعد فترة من استرجاعها سيادتها الوطنية.
كما نوّه أوليفيي، إلى أن الكتاب الذي حاول فيه مقاربة التاريخ بطريقة علمية وموضوعية، يتطرّق لأساليب مواجهة المنظمة السرية المسلحة لحزب جبهة التحرير الوطني، باعتباره العدو الرئيسي لها، وقيام أحد مسيريها، العقيد غودار، بإجراء دراسة معمّقة عن الجبهة، بهدف التمكن من مجابهتها، مشيرا إلى أن المنظمة سخّرت جميع الوسائل للقضاء على الجبهة، مستهدفة بذلك مناطق دون أخرى والتي كانت متيقنة من تواجد أعضاء الجبهة بها، وأضاف الكاتب، أن الاتفاق الذي تم لاحقا بين أعضاء المنظمة والجبهة، جاء متأخرا ومحدودا من حيث المبنى والمغزى، مما أدى إلى فشله على مختلف الأصعدة.
وعن كتابة التاريخ، قال الباحث، أنها مستمرة ولا تنتهي، بالنظر إلى أن مصادر أي حدث تاريخي، يمكن أن تتسم بالتجدد وتسمح بإثارة تساؤلات متعددة ومختلفة عن سابقتها، ما يسمح للأكاديميين الكتابة بشكل أوثق وأثرى، من خلال الاعتماد على أساس المنهج التاريخي الصحيح والوثائق الموثوق من صحتها وكذا الشهادات الحية، قصد زيادة التوثيق وكتابة تاريخ مشترك وحفظه من التلاشي.
يذكر أن أوليفيي دارد، مؤرخ وكاتب فرنسي، درس بمعهد الدراسات السياسية بباريس، وينتمي إلى تقليد التاريخ السياسي المتجدد، تركز أبحاثه على اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا، شارك في تحرير ومناقشة أبحاثه العلمية في العديد من الندوات واللقاءات العالمية حول تشارلز موراس وجاك بان فيل