الفجر، حسان مرابط، 18 جوان 2013
يتطرق المؤرخ الفرنسي أوليفيي دارد، مساء السبت المقبل بدار عبد اللطيف بالعاصمة الجزائر، ضمن اللقاء الخامس والأخير من دورة ديوان دار عبد اللطيف لهذه السنة، والخاصة بـ”الجزائر من خلال الوقائع الاستعمارية”، خصص لمناقشة خبايا المنظمة السرية المسلّحة”، من خلال كتابه الموسوم بـ”رحلة إلى قلب منظمة oas ”.
الموعد التاريخي الهام الذي تنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتنسيق مع ديوان فيلا عبد الليطف، وكذا بشراكة مع منشورات ”سيديا”، في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، بعد البرامج واللقاءات العديدة التي سبقت هذا اللقاء، حيث تم التطرق ضمن أربعة مواعيد إلى مجموعة من المواضيع التي تتعلق بتاريخ الجزائر والثورة ضد المستعمر الفرنسي من خلال استضافة مؤرخين وكتّاب قدموا شهادات حية عما عايشوه وقتها.
في السياق يتجدد السبت المقبل هذا الحدث الذي يعدّ كأخر موعد من هذه الدورة المخصصة لاحتفاء بالثورة التحريرية من خلال عنوان ”الجزائر وقائع استعمارية” مع المؤرخ الفرنسي أوليفي دارد الذي سيناقش كتابه ”رحلة إلى قلب منظمة oas”.
ويتناول العمل المحفوظات والأرشيفات التاريخية التي تحوزها ”منظمة الجيش السري”بناء على دراسة أبرزت العمليات الدامية التي قامت بها فرنسا في الجزائر لفترة طويلة. كما ينتظر أن يقّدم أوليفيي دارد في هذا اللقاء أرشيفا مهّما يسلط الضوء بشكل خاص على خلفية وخبايا التفاوض في ”اتفاقيات إيفيان” بين الطرفين فرنسا والجزائر، بالإضافة إلى الحديث واختيار سياسة الأرض المحروقة التي قامت بها المنظمة السرّية لتدمير الجزائريين والقضاء على ما يملكونه من أراضي وممتلكات طبيعية، دون تجاهل رأي السلطات العسكرية، إلى جانب عدم إهمال ردود الفعل المدنية، مقابل قوى الحركة السياسية التي لم تتمكن يوما من الوصول إلى شيء.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفرنسي أوليفيي دارد مؤرخ وكاتب فرنسي، درس بمعهد الدراسات السياسية بالعاصمة باريس، ينتمي إلى تقليد التاريخ السياسي المتجدد داخل هذه المؤسسة. حيث ترتكز مجمل أبحاثه التي أنجزها على اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا. كما شارك من جهة أخرى، مؤخرا، في تحرير وإعداد سلسلة من الندوات والموائد المستديرة واللقاءات التي تم نشرها حول شخصيات كثيرة، على غرار شخصيات وأسماء بارزة في الكتابة، على غرار الفرنسيين الكاتب تشارلز موراس والصحفي والمؤرخ جاك بان فيل. ترك عديد المؤلفات أهمّها: ”يوميات الحرب لندن- الجزائر” أفريل سنة 1943، جويلية 1994 و”جان كوتروت: من مهندس إلى نبي” و”رحلة إلى قلب المنظمة السرية المسلّحة”.
ستضاف، أمس، “فوروم الخبر”، بالتعاون مع فندق “الأوراسي”، المؤرخ الفرنسي والأستاذ الجامعي في السوربون، “أوليفيي دار”، صاحب الكتاب المثير للجدل “رحلة في قلب الجيش السري”، الصادر في طبعته الجزائرية عن منشورات “سيديا”. وقدم المؤرخ الفرنسي رؤية من الداخل عن “منظمة الجيش السري” الإرهابية، التي عارضت بقوة فكرة استقلال الجزائر، ودافعوا عن فكرة
“الجزائر فرنسية”، وحاولوا أن يكونوا الرقم الثالث في المفاوضات بين فرنسا الديغولية (الجمهورية الخامسة) وجبهة التحرير الوطني، اللذان رفضا إشراك “أو أ آس” في المفاوضات التي أفضت إلى التوقيع على اتفاقية إيفيان ووقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.