الشروق؛ 22 ماي 2011؛ زهية منصر
ميترون وقع على قرار إعدام أحمد زبانة و فرناند إيفتون
أصدرت منشورات سيديا الطبعة الجزائرية من كتاب المؤرخ الفرنسي بن جامين ستورا "فرانسوا ميترون و حرب الجزائر"، الذي صدر في أكتوبر الماضي بفرنسا عن دار "كلمان ليفي"، يتحدث فيه، بالوثائق، عن علاقة ميترون بحرب الجزائر و الفترة التي كان خلالها الرئيس الفرنسي السابق وزيرا للداخلية في عهد بيار منداس فرانس، ثم وزيرا للعدل و حافظ الأختام في عهد غي مولي، و اشتهر فرانسوا ميترون بأنه قاطع رؤوس الجزائريين، ظلما و عدوانا.
و يعود المؤرخ الفرنسي المهتم بتاريخ الجزائر بن جامين ستورا رفقة الصحفي الفرنسي فرانسوا مايلي إلى الدور السلبي الذي لعبه الرئيس الفرنسي الأسبق، فرانسوا ميترون، خلال حرب التحرير عندما كان وزيرا للعدل، حيث عاد ستورا إلى أربعمئة وثيقة تاريخية توثق لتاريخ و موقف ميترون من ثورة الجزائر، عندما كان وزيرا للعدل في حكومة غي مولي الاشتراكية، بين 1956 و 1957، حيث وقع على قرار إعدام خمسة و أربعين جزائريا منهم أحمد زبانة و المناضل فرناند إيفتون و يكشف ستورا في كتابه أن ميترون رفض النظر في ثمانين بالمائة من الطعون التي تقدم بها الفدائيون و الثوار الجزائريون الذين حكمت عليهم المحاكم الفرنسية وقتها، و استنادا للكتاب، أماط ستورا اللثام، عن دور اليسار الفرنسي، و موقفه من ثورة التحرير، الذي كان ينادي ب"الجزائر فرنسية"، حتى أن فرانسوا ميترون و من وراءه اليسار الفرنسي، لم يؤمنوا يوما بوجود تيار وطني يطالب بالاستقلال، بهذا لم يكن غريبا أن تفاجئ ثورة نوفمبر ميترون الذي أخذ قرار حل حركة انتصار الحيات الديمقراطية، الشيء الذي اعتبر من قبل المؤرخين خطا سياسيا قاتلا ارتكبه وزير العدل الفرنسي، أدى فيما بعد إلى دعم وتيرة الثورة الجزائرية، حيث دفع قرار ميترون المناضلين المعتدلين إلى الانضمام إلى حزب جبهة التحرير الوطني.