صوت الأحرار؛ 9 ماي 2011؛ سهيلة ب.
بمبادرة من دار سيديا للنشر و التوزيع سيكون كتاب "فرانسوا ميتران و حرب الجزائر" للمؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا متوفرا بالمكتبات الجزائرية ابتداءا من هذا الأسبوع، إذ سيضحى به القراء من هواة الكتب التاريخية في طبعته الجزائرية، بعد الضجة التي أحدثها هذا المؤلف مباشرة بعد صدوره من طرف دار النشر "كلمان ليفي" في سبتمبر 2010 بفرنسا.
كتاب "فرانسوا ميتران و حرب الجزائر" الذي أحدثت ثورة إعلامية مثيرة مباشرة بعد صدوره في المكتبات الفرنسية و الذي وقعه الثنائي بنجامين ستورا و فرانسوا مالي، سيضحى في متناول القارئ بالجزائر ليتفحص مجمل الحقائق التي أثارت جدلا كبيرا حول الفترة التي احتدم الوضع فيها في الجزائر في نوفمبر 54، كان حينها فرانسوا ميتران وزير داخلية فرنسا الاستعمارية و وجد نفسه في قلب الزوبعة لأنه كان يجهل تماما الواقع الجزائري.
و في معرض تقديمه لكتابه "فرانسوا ميتران و حرب الجزائر" الذي كتبه مناصفة مع فرانسوا مالي، أكد بنجامين ستورا أنه بالنسبة لميتران على غرار أغلبية الطبقة السياسية الفرنسية "لم يكن هناك مجال للتفكير في استقلال الجزائر".
و بعد أن أصبح وزير عدل حكومة غي مولي الاشتراكية "بقي رجل نظام وفي للسياسة القمعية التي بدأت تسود لتصبح المقصلة أحد الأسلحة".
و ذكر مؤلف الكتاب أنه لدى مغادرة ميتران للحكم في نهاية شهر ماي 1957 تم إعدام 45 محكوم عليهم بالمقصلة في غضون 16 شهرا مضيفا أن كتابه "يبين أن فرانسوا ميتران لم يكن في موعد تصفية الاستعمار في الجزائر". و أضاف أنه "لم يكن على وعي بالحقيقة الجزائرية في الوقت الذي كان فيه الشعور بحس الوطنية عميقا جدا. بما أدى في نهاية المطاف إلى التغلب على الاستعمار الفرنسي".
و لدى تطرقه إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية أشار ستورا في مؤلفه إلى أن هناك شكل من النكران، مضيفا أنه لا يمكننا نكران الماضي و سيحين الوقت لمواجهة الحقيقة.
و جمع مؤلفا الكتاب أيضا في فرنسا و الجزائر شهادات لا سابق لها لأشخاص كانوا ناشطين في تلك الفترة بينهم المؤرخة جورجيت ايلجي التي شهدت حوادث كصحفية ثم كمستشارة في الإيليزي اعتبارا من 1982، و شخصيات أخرى مثل روبيرت بادينتز و رولان دوما و ميشال روكار و جان دانيال.
و قد وافقوا للمرة الأولى التطرق إلى هذا الجانب المجهول من حياة ميتران السياسية الذي رفض إنكاره بعد ذلك. و قد أدلى بهذا الاعتراف بعد عقود ارتكبت خطأ واحدا على الأقل في حياتي.
و يؤكد المؤرخ ما أردت أن أفعله أيضا هو إسماع صوت الجزائريين و كان هذا مصدرا رائعا لكشف أسرار. فشقيق أحد الذين أعدموا بالمقصلة و مسؤول سابق في الحزب الشيوعي الجزائري أدلوا بإفادات و لم يكونوا قد تحدثوا من قبل.
"فرانسوا ميتران و حرب الجزائر" متوفر في المكتبات الجزائرية في طبعة أنيقة من الحجم النتوسط ضمن منشورات سيديا و قد حدد سعره ب 1000دج.